الجمعة، 20 نوفمبر 2009

أغاني الشيخ إمام و أشعار أحمد فؤاد نجم

الأغاني و الأشعار

1رجعوا التلامذة

2بقرة حاحا

3الاولة بلدي

4رسالة إلى الحدود

5كلام عن الكلام

6الخواجة الأمريكاني

7اليويو

8قيدوا شمعة
9المرجيحة
10شال الهوى
11غنوة للسلام
12برولوج
13الربيع
14كلب الست
15فاليري جيسكار ديستان
16أبوك السقا مات
17ساتياجراها
18جوازة
19ع المحطة
20الشربة العجيبة
21الفاعل
22شرم برم
23مناعة أرزاق
24صبر أيوب
25ميكي
26الجدع جدع
26غنوة لفلسطين
27يعيش أهل بلدي
28جيفارا مات
29نيكسون جاء
30نيكسون
31الشيخ إمام
32محكمة
33التوبة
34في الليل
35بهية
36القضية
37السندباد
38الطنبور
39وعد الحر
40سلام 14للأرض
42الغربة
43بكائية يناير
44أهيم شوقا
45يا عرب
46كلمتين
47الكلمة
48بتكات
49وهبت 05عمري
51أبوح
52الأديب
53اتجمعوا العشاق
54شيد قصورك
55مرمر زماني

56أنا الشعب 75ماشي
58إصحي يا مصر
59إزّاي أتوب
60أتوب عن 16حبك
62إذا الشمس غرقت
63هما مين و احنا مين
64يا ولدي
65البحر بيضحك ليه
66في ذكرى الميلاد العشرين
67لاح بدر السلم
68يا اسكندرية
69باحلم
70قاوم بالصدر العاري
71الفول و اللحمة
72بيرم
73بلدي و حبيبتي
74على الربابة
75ابن البلد
76هوشي مين
77عدى الهوى
78يا حبايبنا
79حنتوب
80هلا بالحب
81الشيخ عاشور
82عشق الصبايا
83الشركسي
84عبد المنعم رياض
85يا مرحرح
86سلام مربع للطلاب
87تحية لأبطال الثانوي
88فوازير
89لا صوت 09يعلو فوق
91حلا ويللا
92الحاوي
93ورقة من ملف القضية

ظاهرة أحمد فؤاد نجم والشيخ امام


* أحمد فؤاد نجم

ولد أحمد فؤاد نجم في أيار- مايو سنة 1929.و في الطريق إلى “ عزبة نجم“ قريته التي استمدت اسمها من العائلة الكبيرة “ القبيلة كما يدعوها نجم“ التي ينتمي إليها الشاعر لا بد أن ترى كل نماذج البؤس , و القهر التي تمتد عبر آلاف السنين , و تبدو لشدة وطأتها بلا نهاية ." كان والدي في بدا حياته ضابط شرطة مشاغب أبعد عن عمله و اشتغل موظفا في وزارة المالية ثم فلاحا في الأرض التي يملكها. مات أبي و كنت في السادسة , لا أذكر من طفولتي البعيدة إلا صور الجنة.كنت طفلا مدللا أحبني والدي لأنني أشد الأبناء قبحا .و أذكر أيضا أنه قبل أن يموت قال لي ... يا بني فيك شيء يقول لي إنك إما أن تصل إلى قمة ما و إما أن تبقى في الحضيض... فليحمك الله..." .يقول نجم : " تركنا أبي لعالم وحش بلا قانون .كانت أمي صغيرة و ساحرة .ووقعت فريسة لمطامع أعمامي و هم أغنياء ..(امتلكت أسرتنا في أواخر القرن 19 و بداية القرن العشرين آلاف الأفدنة ). رفضت أمي أن تتزوج أحدهم لأنها أحبتنا و كانت تعرفهم جيدا.و كان عليها أن تتلقى العقاب كاملا فجعنا".عمل نجم في معسكرات الجيش الانجليزي متنقلا بين مهن كثيرة كواء..لاعب كرة.. بائع ..عامل انشاآت وبناء.. ترزي. و في فايد و هي احدى مدن القنال التي كان يحتلها الانجليز التقى بعمال المطابع الشيوعيين..و كان في ذلك الحين قد علم نفسه القراءة و الكتابة و بدأت معاناته الطويلة تكتسب معنى. و اشترك مع الآلاف في المظاهرات التي اجتاحت مصر سنة 1946 و تشكلت اثناءها اللجنة الوطنية العليا للطلبة و العمال.يقول نجم: كانت أهم قراءاتي في ذلك التاريخ هي رواية الأم لمكسيم غوركي, و هي مرتبطة في ذهني ببداية و عيي الحقيقي و العلمي ب حقائق هذا العالم, و الأسباب الموضوعية لقسوته و مرارته.″ ولم أكن قد كتبت شعرا حقيقيا حتى ذلك الحين و انما كانت أغان عاطفية تدور في اطار الهجر و البعد و مشكلات الحب الاذاعية التي لم تنته حتى الآن... و كنت في ذلك الحين أحب ابنة عمتي و أتمناها, لكن الوضع الطبقي حال دون اتمام الزواج لأنهم أغنياء″ .و خرج الشاعر مع 90000 ألف عامل مصر من المعسكرات الإنجليزية بعد أن قاطعوا العمل فيها على اثر إلغاء المعاهدة, و كان يعمل بائعا حينئذ فعرض عليه قائد المعسكر أن يبقى و إلا فلن يحصل على بضائعه,» و لكنني تركتها و ذهبت«.و في الفترة ما بين 51 الى56 اشتغل شاعرنا عاملا في السكك الحديدية. و بعد معركة السويس قررت الحكومة المصرية أن تستولي على القاعدة البريطانية الموجودة في منطقة القنال و على كل ممتلكات الجيش هناك. و كانت ورش و أبورات الزقازيق تقوم في ذلك الحين بالدور الأساسي لان وابورات الاسماعيلية و السويس و بور سعيد ضربت جميعا في العدوان . و بدأنا عملية نقل المعدات. و شهدت في هذة الفترة أكبر عملية نهب و خطف شهدتها أو سمعت عنها في حياتي كلها.أخذ كبار الضباط و المديرون ينقلون المعدات و قطع الغيار الى بيوتهم ... و فقدت أعصابي و سجلت احتجاجي أكثر من مرة... و في النهاية نقلت الى وزارة الشؤون الاجتماعية بعد أن تعلمت درسا كبيرا.أن القضية الوطنية لا تنفصل عن القضية الاجتماعية, كنت مقهورا و أرى القهر من حولي أشكالا و نماذج...كان هؤلاء الكبار منهمكين في نهب الورش, بينما يموت الفقراء كل يوم , دفاعا عن مصر... .و في وزارة الشؤون الاجتماعية عملت طوافا أوزع البريد على العزب و الكفور و القرى و كنت أعيد في هذه المرحلة اكتشاف الواقع بعد أن تعمقت رؤيتي و تجربتي. شعرت حينئذ رغم أنني فلاح و عملت بالفأس لمدة 8 سنوات أن حجم القهر الواقع على الفلاحين هائل و غير محتمل . كنت أجد في الواقع المصري مرادفات حرفية لما تعلمته نظريا. كان التناقض الطبقي بشعا.في سنة 1959 التي شهدت الصدام الضاري بين السلطة و اليسار في مصر على اثر أحداث العراق انتقل الشاعر من البريد إلى النقل الميكانيكي في العباسية أحد الأحياء القديمة في القاهرة.يقول نجم: و في يوم لا يغيب عن ذاكرتي أخذوني مع أربعة آخرين من العمال المتهمين بالتحريض و المشاغبة إلى قسم البوليس و هناك ضربنا بقسوة حتى مات أحد العمال ״ ....و ما زالت آثار الضرب واضحة على جسد نجم حتى الآن...″ و بعد أن أعادونا إلى المصنع طلبوا إلينا أن نوقع إقرارا يقول أن العامل الذي مات كان مشاغبا و أنه قتل في مشاجرة مع أحد زملائه..و رفضت أن أوقع ,فضربت.″و بعد ذلك عاش نجم فترة شديدة التعقيد من حياته إذ وجهت إليه تهمة الاختلاس, و وضع في السجن لمدة 33 شهرا

* لقاء نجم و الشيخ امام

و خرج الشاعر من السجن في أيار مايو 1962 ليعمل موظفا في مؤتمر التضامن الأسيوي الافريقي ..» و في هذا الشهر نفسه التقيت بالصدفة وعن طريق صديق يعشق الموسيقى و هو » سعد الموجي « بالشيخ امام .. قال لي انه ملحن فقير و ضرير و فنان عظيم تربطه وشائج روحية و فنية عميقة بالشيخ سيد درويش و لذلك يقول عنه الكثيرون انه دقة قديمة . و التقينا و منذ ذلك التاريخ لم نفترق أبدا«.

» انطلقت مع الصديق الى حي الغورية الطريق المزدحم. و من طاقات البيت الصغير الذي كان يضم الشيخ امام سمعت صوته و عوده . كان حينئذ يغني ألحان الشيخ زكريا أحمد ، و الحان عبد الوهلب القديمة . و رغم انه لم يكن قد حاول بعد أن يضع الحانا خاصة به ، الا أنني شعرت على التو أنني أفق أمام فنان مبدع حقيقة . كنت أحفظ جيدا الألحان الأصلية التي يؤديها و لكنني في كل مرة أسمعها منه أشعر أنه يقدم اضافات خلاقة من عنده . و مع مرور الوقت أيقنت أن عبد الوهاب هو التقليد و أن الشيخ هو الأصل الحقيقي . استمعت الى ألحان الشيخ الحريري و الشيخ علي محمود ، و محمود صبيح و فتيحة أحمد .. و جسد لي الشيخ بحياته و تجربته و صوته و أصالته كل الجمال الكامن في مصر الذي يحتاج دائما الى الاكتشاف و اجلاء الصأ ، كنت أرى فيه مصر مظاهرات 46 ، مصر العمال المقاومين و الفلاحين المعدمين ، الدكتة ، و الدين ، آذان الفجر يتردد من فوق مآذن الأزهر الشريف ، القرآن الذي حفظته ، و التعاطف الانساني الذي لا مثيل لعمقه .

كان الشيخ امام يقبع هناك في الغورية رافضا لكل الزيف الموجود في الحاة الفنية . و كنا نشترك في اشياء كثيرة، الحرمان و البؤس و القدرة ـ مع ذلك على العطاء ...

كان من السهل جدا على الشيخ امام أن يجد موردا منتظما من الاذاعة لو أنه قبل من قبل أن نلتقي أن يعمل "مونولوجيست" في الاذاعة و أن يكف عن أداء الحان الشيخ زكريا الذي حاصرته مؤامرة صمت رهيبة« .

و قلت للشاعر الذي تتسلل كلماته و معه الحان الشيخ امام من قاعات الجامعة التي تحتضنها لتدخل بيوت مصر... نريد أن نتوقف هنا ـ فذلك التاريخ ـ لنسجل حجم و مدى تأتير علاقتك بالشيخ امام على مجرى حياتك الفنية و انتاجك و حتى مواقفك العملية؟ .

ـ من ناحية الشعر كان التغيير الذي طرأ على شعري في الأساس تغييرا شكليا أكثر منه في المضمون . ذلك أن تجربتي كلها كانت قد بدأت تتبلور بشكل محدد منذ خروجي مكن السجن . زادت الغنائية في شعري حين استمعت الى مولانا . و تبلورت أكثر النكتة و الكاريكاتور اللذان أصبحا عنصرا أساسيا في القصائد التي كتبت بعد ذلك . و حين بدأ يلحن أعمالي ازداد بشكل حاد احساسي بالمسؤولية . لان اللحن و الأداء و خاصة من قبل رجل يحمل في أعماقه كل هذا الثراث يضعان الشاعر في مواجهة جمهوره مباشرة, و لأنني كنت أريد أن تصل الكلمات واضحة خاصة بعد أن تبلور موقفي من الحياة و طبيعة السلطة و بدأت أستشرف الحلول أما بالنسبة لمواقفي العملية كنت ازداد تشددا و كنت أرفض أي تنازل إذ أحاط بنا عدد كبير من المثقفين و الشرفاء الذين لم يسقطوا في الشباك المنصوبة من التبرير و التزوير فكنا معا أنا و أمه ـ و هو اسم التدليل للشيخ إمام ـ نزداد صلابة و تمسكا... و ننمو معا...باللحن و الكلمات و كان جمهورنا يكبر و أدركت الدور الذي يمكن أن نلعبه, كل فن يصنع لنفسه مهمةأساسيةهيالتغيير لهذا العالم

* ظاهرة الشاعر و الشيخ

بجوار الأزهر الشريف , وعلى امتداد ساحته العريقة يقع حي > الغورية < . واحد من الأحياء القديمة في القاهرة ، حفظ لمصر الكثير من ملامحها الحضارية و الاجتماعية. البؤس الطويل القديم ، والاستمرار رغم كل شيء . و يقدم هذا الحي كل يوم طاقات عظيمة لا حدود لغناها.

>و جوش قدم< حارة ضيقة ، يصل المرء اليها مخترقا صفوف عربات اليد الصغيرة التي تحمل نمادج من انتاج >خان الخليلي< بينما تفوح من الحوانيت المصفوفة على الجانبين رائحة البخور و العطور الشرقية. و لان المكان يأبى الا أن يخاطب في زائريه كل الحواس معا ،فان نداءات الباعة و أصوات المؤذنين و تراتيل المقرئين و المصلين لا تتوقف ليللا أو نهارا حيث يصنع الايمان هنا حاجزا منيعا ضد اليأس المطلق .

في >جوش قدم< يعيش شاعر و مغن ، و رسام ، ونحات في بيت قديم متآكل ، و في الوقت الذي يبدو فيه هذا البيت القديم آيلا للسقوط يعد مخزنا حقيقيا للاسرار و يستعصي على القدم و التفسخ .. الشيخ امام عيسى ،و الشاعر أحمد فؤاد نجم و فريقهما الصغير الذين يقفون اليوم في مقدمة الظواهر الايجابية التي ولدتها هزيمة> حزيران < بكل اهوالها ، فمن حيث لا يدري أحد و لا يتوقع يقدم الشعب المصري مفاجآته في لحظات الظلام الكثيف.

غيفارا و أبو علي اياد

في غرفة صغيرة بالدور العلوي ، يسهر الشيخ >مولانا< كل ليلة و فوقه صورتان احداهما لغيفارا و الأخرى > لأبي علي اياد< رسمهما مرافقه و صديقه > محمد علي< . في هذه الغرفة يجتمع دائما عدد كبير من مثقفي مصر شبابا و شيوخا . و على اختلاف اهتماماتهم و أعمالهم يجمعهم شيء واحد هو حلم التغيير و التوق المضني إلى الخلاص . و قد صاغ كل من الشاعر و الشيخ الحلم و التوق معا . و أضافا إلى ذلك أنهما قدما بالفن البسيط حلولا. و كانت هذه الحلول حصيلة رحلة طويلة , قطعها كل على حدة في البدء ثم التقيا ليواصلا معا طريقا لا يحده الزمن و لا الموت. و من خلال الجوع و التشريد و السجون و المعتقلات خرجت الكلمات و الأنغام متكاملة تماما مع المواقف العملية لتجرف في طريقها ببطء و أناة الحواجز و المواقع .فوصلت رغم الحصار و المصادرة الى شباب العمال و الطلاب .

* الحملة المضادة للظاهرة

و لم يكن غريبا أن تتركز الحملة المضادة لهذه الظاهرة في جريدة الأهرام و أن تصل في بعض الأحيان الى حد التبليغ عن النشاط المريب و و السهرات المريبة على حد تعبير أحد المحررين الموسيقيين الذي تغمس فيه كل من امام و نجم.و تصدى للرد على هذه الحملة مثقفوا اليسار و كتابه دكتورحسن حتفي ، دكتور فؤاد زكريا ، محمود أمين العالم ، أحمد بهاء الدين ، جلال سرحان ، رجاء النقاش ، سيد خميس ، و غيرهم . وكان مفهوما ضمنيا أن مشجعي حملة الأهرام هم جميع هؤلاء المغنيين والمؤلفين الذين يتصدرون الحياة العامة ويسهمون أو أخرى في تضليل الناس وتزييف الحقائق .

ومع ذلك كانت لكما تجربة مع أجهزة الإعلام ، ويدكر الكثيرون أنهم رأوا الشيخ الإمام على شاشة التلفزيون و آستمعوا إليه في الإذاعة . أليس كذلك ؟

كنت أريد فعلا أن أوضح هذه القضية ، فكما قلت سابقا رأيت دائما أن أي وسيلة تصل بكلماتنا و معانيها إلى أعرض الجماهير و أبعد القرى لابد من طرقها . وحين التقينا بالكاتب والناقد رجاء النقاش قال إن ما نقدمه هو ملك للناس جميعا و إن اكتساب أي موقع لهذا اللون من الفن في أجهزة الإعلام مكسب . وبالفعل قدم الشيخ إمام على شاشة التلفزيون ، و خلال شهر رمضان 68 ،قدمنا برنامجا يوميا في الاذاعة و نجح نجاحا كبيرا. إلا أن إهتمام المثقفين و انتشار أعمالنا بين الطلاب زاد من تربص السلطة بنا ... و كان لابد أن يأتي ذالك اليوم الذي يفتعلون فيه الصدام .و بدلا من مواجهتنا مباشرتا فوجئنا بعدد من كبار ضباط قسم مكافحة المخدرات في القاهرة و قد جاؤوا للقبض علينا أنا و الشيخ إمام و عرضوا علينا كمية ضخمة من الحشيش و قالوا إنهم ضبطوها في منزلنا ... وقالوا لنا صراحة سوف نلفق لكما تهمة كبيرة بهذا الحشيش.

و احتجز الشاعر و الملحن عدة ايام في قسم الشرطة دون مساءلة. ثم بدأت المساومات و طرحت الأسئلة ( لماذا لاتتعاونون مع أجهزة الاعلام و تقدموا المواصفات المطلوبة).

و يقول نجم :( رفضنا الحوار تماما لأن الذين كانوا يسألوننا هم ضباط مكافحة المخدرات و قلنا أن هذه القضية لا تعنيهم. و رغم أن الأجهزة كانت تنوي إيذاءنا سن الخبر تسرب رغما عنها إلى جامعة القاهرة، و خاصة كلية الهندسة و كانت أحداث 68 عالقة بالأذهان، و كانت شوارع القاهرة والجيزة مازالت تحمل بصمات هذه الأيام الحافلة المؤلمة.

في نفس الوقت إتخذت النيابة و القضاء المصري موقفا مشرفا يسجل استمرارا للتراث النضالي العظيم للمحامين و وكلاء النيابة القضاة. وقفنا أمام القاضي و دار بيننا حوار طويل. قال القضي للشيخ إمام :لماذا يلفقون لك هذه التهمة يا سيدنا؟

فابتسم ( مولانا) و صمت و لكننا فهمنا من إشارة القاضي أنه متعاطف معنا. و بعد قليل طلب إلينا أن نغني له (بقرة حاحا). و بقرة حاحا واحدة من اهم قصائد نجم و أبرع ألحان إمام و أكثرها مصرية .فبقر ما كان نجم يسجل رؤيته لأسباب الهزينة، كان إمام يستوحي فيها ذالك الدوران الا نهائي للبقرة المغماة التي تجر الناعورة في الريف المصري كتبت هذه القصيدة بعد الهزيمة مباشرة ردا على تلك النمة اللإهزامية التي قادتها جريدة الأهرام حين قدمت منطقا متكاملا يقلوأن مصر الفقيرة المتخلفة المهزومة ليس في مقدورها أن تناطح الثور الأمريكي و لهذا جاءت بقرة نجم المسلوبة و المهدرة نطاحة رغم كل شيءوكنت نذالك ردا شعبي أصيلا منموع الجرح الفائر ضد هؤلاء الذين ارادوا و مازالوا أن تتغلغل الهزيمة و تتكرس.

ـ قال القاضي سوف اطلق سراحكما بكفالة فأنتما بريئان لكهم لن يصمتوا طويلا. و كان القاضي مصرا على أن يدفع الكفالة (10 جنيهات) إلا أن عددا من أبناء الغورية و من الأصدقاء كانوا في انتظارنا بعد أن جمعوا مبالغ كبيرة ليدفعوا عنا الأذى.. و خرجنا الى الغورية من جديد لنستأنف كتابة الشعر و الغناء...

منذ ذلك التاريخ اعدت أجهزة الأمن ملفا لكل منهما باعتبارهما خطرين على الأمن.

الأحد، 25 أكتوبر 2009